السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. أنا شاب في الثلاثة والعشرين من العمر مشكلتي انني قبل عشر سنوات تعرضة لاصابة ادت الى اعاقة اقصى القدمين التي اثرث على علاقاتي الاجتماعية وبالخصوص مع الفتيات
فانا الحمد لله وسيم بامتياز بشهادة الجميع وذو ثقافة عالية فعندمافي ظروف عادية اتعرف او التقي بفتاة الحظ اهتمامها بي لكن ما ان تدرك انني ذو اعاقة حتى الحظ بعض النفور او تحول الاعجاب الى شفقة وهذا ما يؤثر نفسيا علي
حتى صرت اخاف ان اتقدم لفتاة ودا في الزواج بها واخاف ان ترفض لاعاقتي لان هذا اشعر انه سيكون بمثابة القشة التي تقسم ظهر البعير ادرك ان هذا مقدر لي وانه مشيئة الله ولا اعتراض لي في هذا بل العكس الحمد لله على كل حال
لكن كما ذكرت سابقا مواقفهن ثؤثر في بشكل سلبي احاول جاهدا ان لا اكون ضحية لدفاعاتي النفسية كان الوم المجتمع او ان انطوي على نفسي مما سيزيد الطين بلة لكن كلما اندفع بوقود من الايجابيات اصطدم بنظرة الواقع
فطبيعة الانسان ان يسعى الى ارضاء من حوله دافعه في هذا الشعور بالانتماء فما عساي افعل بين يقين بالله وواقع يفرض نفسه لا حيلة لي فيه ولا قوة كانني بين المطرقة والسندان وجزاكم الله خيرا وسدد خطاكم الى ما يحب ويرضى
أهلا وسهلا بك يا أخي عبد الله.
أرحب بك في موقعنا موقع المستشار وأهنئك بشهر رمضان المبارك وقرب العيد المبارك أعاده الله علينا جميعا بالخير والبركات وكل عام وأنت بخير والأمة الإسلامية.
أخي الكريم عبد الله رسالتك تدل على شخص يتصف بصفات جميلة وايجابية حباك الله سبحانه وتعالى بها من وسامة الخلق والخلق والثقافة والعلم وهذا كما ذكرت بشهادة الجميع وشهادتك.
ولكن تركيزك على شيء أو جانب واحد من الجوانب الجسدية وهو إعاقة قدمك وهذا قضاء الله وقدرة وليس لنا الآن نقول الحمد لله وهو تركيز خاطئ على جانب واحد فقط من جوانب اكتمالك كرجل كامل الرجولة وتتسم ببعض السمات الايجابية شكلا وموضوعا.
فكما يقول المثل العامي الذي ينظر إلى أسفل ينقلب على وجهه أي الذي يركز على شيء واحد فقط وتتوقف علية حياته ينسى الدنيا ونفسه ولا ينظر إلى تطوير ذاته ومستقبلة.
فعليك أن تعلم أن المضمون والجوهر هو الأهم فالشخصية والذكاء والثقافة والتعليم والرجولة هو أول ما تنظر إليه غالبية الفتيات إلى الشاب وليس السطحيات من لون البشرة أو الطول أو الرفع أو غيرها من مظاهر خارجية وهناك بعض الفتيات التي تهتم بالظاهر على حساب الجوهر وتركز على الشكل دون المضمون وهذا يدل على سطحية التفكير لديهم.
وهناك من القصص العديدة التي تدل على قصص الحب التي ربطت بين امرأة زكية ورجل نابغة مثل عميد الأدب العربي الأستاذ الدكتور طه حسين كفيف البصر وزوجته الأجنبية ذو الوجه الحسن وهناك العديد والعديد من هذه القصص التي فتنت المرأة بذكاء الرجل وثقافته وإبداعه في مجال عمله.
وأنا أذكرك هنا بمثل هذه القصص لكي تنتبه إلى النعم التي أنعم الله عليك بها ولتعلم أن مجموع كل إنسان على هذه البصيرة 100% ولكن كل إنسان له نصيب وحظ من مجموع ما انعم علية الخالق من نعم.
فهناك من له مجموع كبير في العلم وهناك من له مجموع كبير في القوة الجسدية وآخر في المال وآخر في جمال الشكل وآخر في الأولاد والزوجة وآخر في الجاه والسلطان وآخر في العبادة والإيمان والعمل الصالح وآخر في الذكاء بحيث يصبح كل إنسان لديه ما يرضيه ويجعله لا ينظر إلى أحد ويرضى بما قسم الله له ويحمد الله على ما أنعم به عليه.
أخي الكريم أنت تحتاج إلى الاعتزاز والثقة بذاتك وتقدر نفسك أفضل تقدير وتعتد بما انعم الله عليك به وترفع من قدر ذاتك وتنمى من إمكانياتك العلمية والعملية وتتعلم وتعلم وأنا أرى أن الزواج قسمة ونصيب وإن أعاقة قدمك ليس لها التأثير الذي يسيطر على تفكيرك ويشل حركتك وسعيك في الحياة فدائما تكون الإعاقة في طريقة تناولنا للأمور وليس في حركتنا.
استبشر الخير ودعم نفسك بالأفكار الايجابية وتخلص من أفكارك السلبية أولا بأول ولا تترك نفسك فريسة لتلك الأفكار وتوكل دائما على الله سبحانه وتعالى وكن أنت نفسك وأحب ذاتك وطور منها حتى يحبك من حولك.
الأخ الكريم تمنياتي لك بالخير والتوفيق ووفقك الله في زوجة مخلصة تقدر مشاعرك الرقيقة وتحافظ عليك وعلى مالك وأولادك بإذن الله تعالى.
ونتمنى التواصل معنا ومشاركاتك في موقعنا ولك منى كل التحية والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: د. أحمد فخري هاني
المصدر: موقع المستشار